كتاب شرح عمدة الفقه - ابن تيمية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 3)

احتاط بالصوم في أول الشهر أن يبني على ذلك في آخره فيفطر يومًا من رمضان، وأمَرَه أن يجعل احتياطه في الطرفين.
وعن الزهري، عن سالم قال: «كان أبي إذا أشكل عليه شأنُ الهلال تقدم قبله بصيام يوم» (¬١). وقد تقدم روايةُ نافع عنه بالفَصْل بين الصحو والغيم.
و [عن] معاوية بن صالح، عن أبي مريم قال: سمعت أبا هريرة يقول: «لأن أتعجّل في صيام رمضان بيوم أحبّ إليَّ [من] أن أتأخّر، لأني إذا تعجَّلت لم يَفُتْني، وإذا تأخرت فاتني». وفي لفظ آخر: «تقدّم رمضان بيوم من شعبان أحبُّ إليَّ من أن أفطر يومًا من رمضان» (¬٢).
وعن عبد الله بن هُبَيرة، عن عَمرو بن العاص: أنه كان يصوم [اليومَ] (¬٣) الذي يُشكّ فيه من شهر رمضان (¬٤).
وعن مكحول وابن حَلْبَس (¬٥): أن معاوية بن أبي سفيان كان يقول: «إن رمضان يوم كذا وكذا، ونحن متقدّمون، فمن أحبَّ أن يتقدّم فليتقدّم، ولَأَنْ
---------------
(¬١) أخرجه الشافعي في «اختلاف الحديث» (١٠/ ٢٤٨ - ٢٤٩ ضمن الأم)، وابن ماجه (١٦٥٤)، وأبو يعلى (٥٤٤٨، ٥٤٥٢) بنحوه.
(¬٢) أخرجه أحمد في مسائل ابن زياد ــ كما في «درء اللوم» (ص ٥٥) ــ باللفظ الأول، والبيهقي في «الكبرى»: (٤/ ٢١١) بنحو اللفظ الثاني، ورجال إسناده ثقات. وما بين المعكوفين سقط من النسختين والاستدراك من المصادر.
(¬٣) سقطت من النسختين.
(¬٤) أخرجه أحمد في مسائل ابن زياد ــ كما في «درء اللوم» (ص ٥٥) ــ، وفي سنده ابن لهيعة، وهو أيضًا منقطع بين ابن هبيرة وعَمرو.
(¬٥) تحرفت في النسختين إلى «حابس».

الصفحة 67