كتاب شرح عمدة الفقه - ابن تيمية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 3)

أصوم يومًا من شعبان أحبّ إليّ مِن أن أفطر يومًا من رمضان (¬١).
وعن يحيى بن أبي إسحاق قال: رأينا هلالَ الفطر إما عند الظهر وإما قريبًا منها، فأفطر ناسٌ من الناس، فأتينا أنسَ بن مالك فأخبرناه برؤية الهلال، وبإفطار مَنْ أفطر (¬٢)، فقال: هذا اليوم يكْمُل لي واحدٌ وثلاثون (¬٣) يومًا، وذلك أن الحَكَم بن أيوب أرسل إليَّ قبل صيام الناس: إني صائم، فكرهتُ الخلافَ عليه، فصمتُ، وأنا مُتمّ صوم يومي هذا إلى الليل» (¬٤).
وعن عبد الله بن أبي موسى، عن عائشة: أنها كانت تصوم اليوم الذي تشكّ فيه مِن رمضان (¬٥).
وعن فاطمة بنت المنذر، [عن أسماء] (¬٦): أنها كانت تصوم اليوم الذي يُشك فيه من رمضان (¬٧).
---------------
(¬١) أخرجه أحمد في مسائل ابن زياد ــ كما في «درء اللوم» (ص ٥٤) ــ، وسنده صحيح.
(¬٢) في النسختين: «أفطار الناس». وفي بعض المصادر: «من أفطر من الناس» فلعلها مصحّفة عنها.
(¬٣) في النسختين والمطبوع: «وثلاثين» خطأ.
(¬٤) أخرجه ابن أبي شيبة (٩٥٤٢) مختصرًا، وأبو بكر الشافعي في «الغيلانيات» (٢٠٨) من طريق عبد الله بن أحمد، وعنه ابنُ الجوزي في «درء اللوم» (ص ٥٤). وإسناده صحيح.
(¬٥) سيأتي تخريجه في الحاشية الآتية. فالظاهر أنه مختصر للأثر الذي سيذكره المؤلف بعده من «المسند» بسياق أطول.
(¬٦) في النسختين كتب «أسماء» ثم كتب فوقها «فاطمة»، والصواب ما أثبت من مصادر الأثر.
(¬٧) أخرجه أحمد في مسائل ابن زياد ــ كما في «درء اللوم» (ص ٥٦) ــ، والبيهقي في «الكبرى»: (٤/ ٢١١). وإسناده صحيح.

الصفحة 68