كتاب شرح عمدة الفقه - ابن تيمية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 4)

وجد زادًا وراحلة.
وقال في رواية حنبل (¬١): وليس على الرجل الحج إلا أن يجد الزاد والراحلة.
فإن حجَّ راجلًا تُجزِئه من حجة الإسلام، ويكون قد تطوَّع بنفسه، وذلك لما روى إبراهيم بن يزيد الخُوزي (¬٢) المكي عن محمد بن عبَّاد بن جعفر عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، ما يوجب الحج؟ قال: «الزاد والراحلة». قال: يا رسول الله، فما الحاجُّ؟ قال: «الشَّعِث التَّفِل». وقام آخر فقال: يا رسول الله، ما الحج؟ قال: «العجُّ والثجُّ». قال وكيع: يعني بالعجّ العجيجَ بالتلبية، والثجّ نحر البدن. رواه ابن ماجه والترمذي (¬٣)، وقال: حديث حسن، وإبراهيم بن يزيد قد تكلم فيه بعض أهل الحديث من قبل حفظه.
وعن ابن جريج قال (¬٤): وأخبرنيه ابن (¬٥) عطاء عن عكرمة عن ابن
---------------
(¬١) كما في «التعليقة» (١/ ٥٣).
(¬٢) س: «الحرزي»، تحريف.
(¬٣) ابن ماجه (٢٨٩٦) والترمذي (٢٩٩٨) والدارقطني (٢/ ٢١٧) وغيرهم. وهو ضعيف جدًّا، لأن إبراهيم بن يزيد متروك الحديث. وقد تابعه اثنان: محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي عند ابن أبي حاتم في «تفسيره» (٣/ ٧١٣) والدارقطني (٢/ ٢١٧) وابن عدي في «الكامل» (٦/ ٢٢١)، والثاني: محمد بن الحجاج المصَفِّر عند الدارقطني (٢/ ٢١٨)، ولكنها متروكان أيضًا، فلا اعتبار بمتابعتهما. وانظر: «السنن الكبرى» للبيهقي (٤/ ٣٣٠).
(¬٤) «قال» ساقطة من س.
(¬٥) في النسختين: «أن»، والتصويب من سنن ابن ماجه.

الصفحة 39