كتاب العمدة في إعراب البردة قصيدة البوصيري

(على طلل) بطاء مهمله ولام، مفتوحتين متعلقان (بترق) (4/ أ) وجملة، لم ترق ومعمولاها «1» ، لا محل لها من الإعراب لأنها جواب لولا.
والطللّ: ما بقي «2» من آثار الدار. و (على) إما للاستعلاء «3» على أصلها. وإما للتعليل، نحو وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ «4» .
(ولا أرقت) بفتح الهمزة وكسر الراء وفتح التاء: (فعل وفاعل، معطوف على جواب (لولا) و (لا) زائدة لتوكيد النفي و (أرقت) - وهو فيه لغتان «5» - وهو القلق.
(لذكر البان) جار ومجرور، ومضاف إليه، متعلقان (بأرقت) .
6-[فكيف تنكر حبّا بعدما شهدت ... به عليك عدول الدّمع والسّقم «6» ]
(فكيف) اسم استفهام، ومعناه هنا التعجب (متعلق بتنكر) «7» .
__________
(1) في الأصل (ومعموليها) .
(2) أي ما بقي شاخصا، وإلا فهو الرسم.
(3) في الأصل (للاستعانة) وهم من الناسخ.
(4) سورة البقرة: 2/ 185.
(5) أرقت: سهرت، والأرق ذهاب النوم بالليل، وفي (المحكم) ذهاب النوم لعلة (تاج العروس) أرق.
(6) جعل من الدمع والسقم شاهدين صادقين على شدة وجد هذا المحب، وهو مصطلح شرعي.
(7) علّقها بوصفها ظرفا، أخذا بكلام سيبويه. وهي اسم في محل نصب على الحال. وفصّل السيوطي في ذلك فقال: «وأما «كيف» فالغالب فيها أن تكون اسم استفهام إما حقيقيا نحو كيف زيد؟ وإما غيره نحو (كيف تكفرون بالله) ؟ وتقع خبرا قبل ما لا يتسغنى به نحو (كيف أنت) و (كيف كنت) ؟ ومفعولا (كيف ظننت زيدا) ؟ وحالا قبل ما يستغنى به (كيف جاء زيد) ؟ أي: على أي حال جاء زيد، وإنما بنيت لتضمنها معنى همزة الاستفهام، وبنيت على الفتح طلبا للخفة. وعن سيبويه إن (كيف) ظرف، وأنكره الأخفش والسيرافي وقالا: هي اسم غير ظرف. وقال ابن مالك: لم يقل أحد إن كيف ظرف إذ ليست زمانا أو مكانا» ولكنها لما كانت-

الصفحة 68