كتاب علماء المغرب ومقاومتهم للبدع والتصوف والقبورية والمواسم

ولما كان العوام في غاية البعد عن إدراك هذا المعنى منعناهم سدا للذريعة , فأي مخالفة للسنة في هذا القدر. انتهى.
هذا ما حدث به أولئك المذكورون سمعنا ذلك من بعضهم جماعة , ثم سألنا الباقي أفرادا فاتفق خبرهم على ذلك, وهذا المذكور كله ليس فيه ما ينكر, وغاية مايقال في الوهابي المذكور إنه من غلاة الحنابلة أتباع الإمام أحمد رضي الله عنه مثل ابن تيمية وابن حزم (¬1) , فإن الحنابلة رضي الله عنهم لهم مسائل ينكرها غيرهم من أرباب المذاهب, ولايضرهم ذلك، وهكذا كل أهل مذهب لايقولون إلا بقول إمامهم, وينكرون غيره, فهذا أكبر أتباع الإمام أحمد رضي الله عنه، وهو الشيخ الكامل المكمل مولانا عبد القادر الجيلالي رضي الله عنه وأرضاه, فقد ذكر في كتابه "الغنية": الطائفة الطاهرة الأشعرية التي وقع الاجماع المعتبر على معتقد السنة هو معتقدهم (¬2). لما ذكر الشيخ رضي الله عنه في الكتاب المذكور الفرق الضالة وعدهم عدا ذكر الأشعرية من جملتهم, وقال في حقهم: إنه لا تؤكل ذبيحتهم ولا تسنم قبورهم إذا ماتوا ولا يناكحون, وأطال في ذلك.
فإذا كان هذا واقعا من هذا الشيخ العظيم ولا ينقص ذلك من قدره شعرة واحدة, فإذا مدح شخص مولانا عبد القادر كما هو الواجب فهل يلام
¬_________
(¬1) ابن تيمية ليس من الغلاة، بل هو من أكابر علماء الإسلام وأحد أعظم المجددين في التاريخ الإسلامي. وابن حزم ليس حنبليا أصلا.
(¬2) ليس في هذا إجماع قطعا، كما سأوضحه بأدلته في كتابي عقائد الأشاعرة.

الصفحة 164