كتاب علماء المغرب ومقاومتهم للبدع والتصوف والقبورية والمواسم

والاعتبار، ولم يثبت عنه ولا عن أصحابه فيما بلغنا، أنهم كانوا يجهرون بالذكر عند حمل الجنازة، كما بحثنا عن قوله فوجدناه يقول في الحديث الذي رواه أبو داود والترمذي، وقال حديث حسن صحيح، عن العرباض بن سارية قال: وعظنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موعظة بليغة وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا. قال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة (¬1).
وبهذا نقول، وهو اعتقادنا في مثل هذه المسألة مما لا دليل عليه من كتاب الله ولا من سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وإنما الاعتماد فيها على الأعراف والعادات وعلى المرائي وقول فلان وفعل فلان، مع أن قول وفعل غير المعصوم ليس بحجة كما هو واضح، اللهم وفقنا لاتباع كتابك وسنة رسولك، ووفق الأمة الإسلامية لهذا المنهاج القويم والصراط المستقيم. آمين، والحمد لله رب العالمين.
¬_________
(¬1) رواه أبو دواد (4607) والترمذي (2676) وابن ماجه (1/ 16) وأحمد (4/ 126) والدارمي (1/ 48) والحاكم (1/ 174) والبيهقي في السنن (10/ 114) والاعتقاد (229) وابن حبان في صحيحه (1/ 104) وابن أبي عاصم في السنة (26) والبغوي في شرح السنة (102) والطبراني في الكبير (18/ 248 - 249 - 257) وغيرهم.
وصححه كثيرون، منهم ابن عبد البر وأبو نعيم وابن حبان وابن حجر.
انظر الصحيحة (937) وإرواء الغليل (8/ 108) وبصائر ذوي الشرف (67).

الصفحة 32