يدا (¬1) أريد أن أكافئة عليها، وأحبّ أن تهبه لي الليلة، وأنت في غد أعلى عينا (¬2) وما تراه في أمره. فقال: وما فائدة حياة ليلة؟ فقال: إمّا أن يقود صاحبه إلى إرادتك، أو يعهد في أمر نفسه وولده. فأجابه إلى ذلك. قال يحيى: فأقمت من النّطع، وقد أيقنت بالموت، وأنه لم يبق لي من أجلي إلا بقيّة اللّيلة، فما اكتحلت غمضا إلى السّحر (¬3)، ثم سمعت صوت الأقفال.
فلم أشكّ أنّ الهادي قد استدعاني للقتل لمّا [انصرف كاتبه. و] (¬4) انقضت اللّيلة، فإذا خادم قد دخل، فقال: أجب السّيدة. فقلت: مالي والسّيدة؟
فقال: قم. فقمت، وأتت الخيزران (¬5) فقالت: إنّ موسى قد مات، ونحن نساء، فادخل وأصلح شأنه. وأنفذ إلى هارون فجىء به. فدخلت فرأيته قد مات (¬6) فوق فراشه، فشددت لحيته، وحمدت الله على لطيف صنعه، وتفريجه ما كنت فيه، وبادرت إلى هارون فوجدته نائما، فأيقظته، فلما رآني عجب وقال: ما الخبر؟ فقلت: قم يا أمير المؤمنين، إلى دار الخلافة. فقال: مات موسى؟ قلت: نعم. فقال: الحمد لله، هاتوا
¬_________
8 - الانحدار إلى البصرة. الفخري (168) الطبري: انظر الفهرس.
(¬1) في الأصل يدي.
(¬2) في الفرج بعد الشدة: وأنت في غد تفعل به ما تحبّ.
(¬3) جاء في هامش المخطوط:
لا تخش من ظالم عنادا ... واصبر لكي تبلغ المرادا
وانتظر اللّطف من إله ... بفضله يرحم العبادا
ولا تخافنّ من وعيد ... كم جمرة أصبحت رمادا
(¬4) ما بين معقوفين مستدرك من الفرج بعد الشدة.
(¬5) الخيزران زوجة المهدي وأم ولديه الهادي والرشيد، ملكة حازمه فقيهة، كانت وراء ثبات ولاية العهد للرشيد، حجت وأنفقت أموالا في الصدقات وأبواب البر. ماتت ببغداد. الأعلام.
(¬6) جاء في هامش المخطوط: وفي نسخة
يا من إذا حاط البلى ... وتكاثرت محن الدّواهي
فرّجتها بدقيقة ... من بعض لطفك يا إلهي