كتاب قرينة السياق ودورها في التقعيد النحوي والتوجيه الإعرابي في كتاب سيبويه

العلماء لوضع نظَرِيَّة نحوِيَّة للعربية يكون لحمتها وسداها السِّياق؛ لذلك أتى الفصل الخامس متضمنا هذه الدعوة، وكان عنوانه «السِّياق وسيبويه والنظَرِيَّة النحوِيَّة»، وضم مبحثين:
»
المبحث الأول «تعريف مصطلح النظَرِيَّة، وأهم خصائص النظَرِيَّة العلميَّة»، وذكرنا أَنَّ اللُّغَة التي ورد لنا منها مصطلح «نظَرِيَّة» هي اللُّغَة الإنجليزية، وبحكم هذه النشأة فَإِنَّ المعاجم الإنجليزية هي أقدر من غيرها على تحديد مدلول هذا المصطلح. وذكرنا أهم المعاني اللُّغَوِيَّة لهذه الكلمة في اللُّغَة الإنجليزية التي ذكرها معجم من أهم المعاجم في اللُّغَة الإنجليزية، ثُمَّ انتقلنا للحديث عن هذا المصطلح من جهة المعاجم الفلسفِيَّة، وذكرنا أَنَّ المعجم الفلسفي يربط بين مصطلح النظَرِيَّة وبين الواقع، وذكر أَنَّ النظَرِيَّة «تعكس وتعيد إنتاج الواقع». وأوضحنا كيف ربط المعجم الفلسفي مصطلح «النظَرِيَّة» بمصطلح «معيار الحقيقة Criterion of Truth»، وبينا أَنَّ قيمة معيار الحقيقة للنظَرِيَّة يكمن «في الممارسة»، وأوضحنا أيضا أَنَّ معيار الحقيقة هذا يقوم على
«الخبرة الاجتِماعِيَّة»، وأنَّ مما يتضمنه معيار الحقيقة لأَيَّة نظَرِيَّة هو تأكيده على أَنَّ «التطور اليومي للتطبيق والتجربة الذي يقوم به المجتمع للنظَرِيَّة هو القادر على التأكيد أو الدحض الكامل للأفكار التي يولدها الإنسان».
ومن خلال هذه الدراسة خلصنا إلى أَنَّ أهم خصائص النظَرِيَّة العلميَّة:
1 ـــ النظَرِيَّة تعتمد على «معطيات ذاتية».
2 ـــ النظَرِيَّة تعكس وتعيد إنتاج الواقع.
3 ـــ النظَرِيَّة ترتبط بالممارسة والتطبيق والتجريب.
4 ـــ لا توجد نظَرِيَّة تولد كاملة من أول أمرها.
5 ـــ إن الممارسة أو خبرة المجتمع هي التي تقرر صلاحية نظَرِيَّة ما أو دحضها.
»
المبحث الثاني «النظَرِيَّة النحوِيَّة السِّياقِيَّة»، وقررنا فيه أَنَّه إذا كانت النظَرِيَّة العلميَّة تقوم على معطيات ذاتية، وأنها تعكس الواقع وتعيد إنتاجه في رقابة الخبرة الاجتِماعِيَّة فمن حقنا أَنَّ ندعو إلى نظَرِيَّةنحوِيَّةسِيَاقِيَّة، وأنْ نقول إِنَّ نظَرِيَّة العامل مثال على نظَرِيَّة غير علمِيَّة، وذكرنا آراء بعض العلماء في نقد هذه النظَرِيَّة التي قتلت الروح في النحو العربي، وأنه لابد من إعادة صياغة النظَرِيَّةالنحوِيَّة للعربية ولابد أنْ تتضمن هذه النظَرِيَّة إشارة للسياق والجانب الاجتماعِيّ لِلُّغَة.
وفي الختام فَإِنَّ هذا الملخص السريع لا يُغني عن قراءة البحث نفسه إذ احتوى على تفاصيل مُهِمَّة كثيرة تُجُنِّبَ ذكرها للاختصار.
******

الصفحة 397