كتاب القراءات روايتا ورش وحفص دراسة تحليلية مقارنة

قوله - عز وجل -: {أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قِبَلاً} {أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا} [55]
قرأ ورش: {قِبَلاً} قبلا بكسر القاف وفتح الباء، بمعنى: أو يأتيهم العذاب عيانا، وقرأ حفص: {قُبُلًا} بضم القاف والباء، على أنه جمع قبيل كما يجمع القتيل القُتُل، والجديد الجُدُد، وقال أبو حيان عن أبي عبيدة: "إن معنى القراءتين واحد وإن معناهما عياناً وأصله من المقابلة (¬1).
قوله: {قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلَنِّي} {قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي} [70]
قرأ ورش: {فَلَا تَسْأَلَنِّي} بفتح اللام وكسر النون والتشديد، وقرأ حفص: {فَلَا تَسْأَلْنِي} بإسكان اللام وتخفيف النون، سبق الحديث عنها (¬2).
قوله - عز وجل -: {قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَاكِيةً بِغَيْرِ نَفْسٍ} {قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ} [74]
قرأ ورش: {زَاكِيةً} بالألف من غير تشديد، وقرأ حفص: {زَكِيَّةً} بغير ألف والياء مشددة (¬3)، وقال المهدوي: "وهما لغتان بمعنى واحد وهما بمنزلة القاسية والقسية" (¬4).
وقد فرق بعضهم بين الزاكية والزكية، وقال ابن زنجلة عن أبي عمرو بن العلاء إنه قال: "الزاكية التي لم تذنب قط
¬_________
(¬1) - أبو حيان. البحر المحيط. ج6/ص132.
(¬2) - وقد سبق توجيه هذه الآية في سورة هود الآية [46].
انظر: ابن مجاهد. السبعة في القراءات. ج1/ص394.
(¬3) - أبو عمرو الداني. جامع البيان في القراءات السبع. ص1307.
(¬4) - المهدوي. شرح الهداية. ج1/ 398.

الصفحة 345