كتاب القوافي الندية في السيرة المحمدية

ظَنُّوا الْحَبِيبَ غَارِقًا فِي نَوْمِهِ ... لَكِنَّهُ خَرَجَ فِي اقْتِدَارِ
أَمَا وَقَدْ حَثَا التُّرَابَ فَوْقَكُمْ ... سُحْقًا لَكُمْ يَا عُصْبَةَ الْكُفَّارِ
وَغَارُ ثَوْرٍ قَدْ عَلَا مَكَانَةً ... فَإِنَّهُ ارْتَوَى مِنَ الْأَنْوَارِ
وَدَخَلَ الصِّدِّيقُ فِي تَرَقُّبٍ ... وَقَى النَّبِيَّ وَطْأَةَ الْأَخْطَارِ (¬١)
جُنَّتْ قُرَيْشُ بَلْ وَطَارَ لُبُّهَا ... قَدِ ارْتَدَى فِرْعَوْنُ ثَوْبَ الْعَارِ
كَمْ أَظْهَرَتْ أَسَمَاءُ مِنْ شَجَاعَةٍ! (¬٢) ... أَنْعِمْ بِهَا سَلِيلَةُ الْأَبْرَارِ!
---------------
(¬١) لُدِغَ أبو بَكْرٍ فِي رِجْلِهِ فَتَفَلَ رسُولُ الله (- صلى الله عليه وسلم -) مكانَ اللَّدْغَةِ فذَهَبَ ما به مِنْ أَلَمٍ، وكان عبد الله بن أبي بَكْرٍ يأتى بالأخبار، وعَامِرُبن فُهَيْرَةَ يُخْفِي آثَارَ الأقْدَامِ بِغَنَمِهِ، وأسماء بنت أبي بكر كانت تأتي بالزَّادِ، وفى يَوْمٍ شَقَّتْ نِطَاقَهَا لِتَحْمِلَ الزَّادَ فسُمِّيَتْ ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ.
(¬٢) لَطَمَ أبو جَهْلٍ أَسْمَاءَ على وجهها فطرح منها قِرْطَهَا، انظر ابن هشام ١/ ٤٨٧. وكانت العنكبوت قد نَسَجَتْ خُيُوطَهَا والحَمَامَةُ وضَعَتْ بَيْضَهَا، كلُّ ذلك حِفْظًا مِنَ الله وعِنَايَتِهِ بِنَبِيِّه.

الصفحة 47