كتاب القوافي الندية في السيرة المحمدية

حال باقي الملوك
كِسْرَى أَضَاعَ مُلْكَهُ وَلِيدُهُ ... فَإِنَّ أَمْرَهُ إِلَى فَنَاءِ
وَالِابْنُ يَقْتُلُ أَبَاهُ عَامِدًا (¬١) ... عَجِبْتُ مِنْ صَنَائِعِ الْقَضَاءِ
أَمَّا الْمُقَوْقِسُ فَكَانَ رَاشِدًا (¬٢) ... أَبْدَى تَسَامُحًا بِلَا جَفَاءِ
وَالْمُنْذِرُ الشَّقِيُّ أَبْدَى غِلْظَةً (¬٣) ... تَلُوحُ بِالْبُؤْسِ مَعَ الشَّقَاءِ
يَا حَارِثَ الشَّرِّ أَبَيْتَ دَعْوَةً (¬٤) ... أَمَاتَكَ اللهُ عَلَى النَّكْرَاءِ
هَوْذَةُ قَدْ أَرَادَ بَعْضَ أَمْرِنَا (¬٥) ... وَمَا لَهُ فِي الْجُودِ وَالسَّخَاءِ
أَمَّا النَّجَاشِيُّ بَدَا مُسَالِمًا (¬٦) ... نِعْمَ الْمُرُوءَةُ مَعَ الصَّفَاء

غزوة الغابة «غزوة ذي قَرَد»
بَنُو فَزَارَةَ أَتَوْا بِبَغْيِهِمْ ... هُمْ مَنْبَعُ الْفِتْنَةِ وَالشَّقَاءِ
سَلَمَةُ الأَبِيُّ خَيْرُ فَارِسٍ (¬٧) ... نِبْرَاسُنَا فِي الْبِرِّ وَالْوَلَاءِ
إِنَّ الْفِرَارَ عِنْدَهُمْ شَرِيعَةٌ ... كَثَعْلَبٍ يَمْرُقُ فِي الصَّحْرَاء
---------------
(¬١) شِيرَوَيْه بن كِسْرَى قتل أبَاه ليستولي عَلَى المُلْكِ.
(¬٢) المُقَوْقِسُ ملك مِصْرَ بعث بجَارِيَتَيْنِ، سِيرِين وماريَّة، ومعهما البغلة دُلْدُل واتَّخَذَ النَّبِيُّ (- صلى الله عليه وسلم -) مَارِيَّةَ زَوْجَةً له فَوَلَدَتْ إِبْرَاهِيمَ، وأمَّا سِيرين فأعَطَاهَا لِحَسَّان بن ثابت الأنْصَاري.
(¬٣) الْمُنْذِرُ بن سَاوَى حاكم البحرين.
(¬٤) الحَارِثُ بن أبي شِمْرٍ الغَسَّانِي صاحب دمشق.
(¬٥) هَوْذَةُ بن عَلِيّ صاحب اليَمَامَة.
(¬٦) أَصْحَمَةُ بن الأبْجَرِ ملك الحبشة كنيته النَّجَاشِيُّ.
(¬٧) سَلَمَةُ بن الأكْوَع بطل هذه الغزوة، انظر فتح الباري ٧/ ٤٦٠،٤٦١.

الصفحة 89