كتاب ربيع الأبرار ونصوص الأخيار (اسم الجزء: 5)

العنكبوت في قلتها ومهانتها وصغر جرمها، ما ينبغي أن يتكبر في الأرض، ويمشي الخيلاء، ويتهكم في القول، ويتعالى ولا يستثني. وليعلم أن عقله منحة من ربه. وأن استطاعته عارية عنده.
79- إذا قدم القوم ليلة القرب من يصلح لهم أدوات السقي، عرفوا بانتعاش القردان دنوهم، من غير أن يحسوا حسا، فائتزروا وتهيّأوا للعمل.
قال ذو الرمة:
إذا سمعت وقع المطي تنعشت ... غشاشها من غير لحم ولا دم
80- احفظ بالأعجام في الغين فقد قلّ في زماننا المحتفظون به وبأمثاله.
81- الحرقوص دويبة أكبر من البرغوث، وعضها أشد من عضّه، وهي متولعة بفروج النساء تولع النملة بالمذاكير. وينبت لها جناحان فتصير فراشة، كما ينبتان للنحلة والجعل «1» .
وقيل الحرقوص البرغوث بعينه، واحتجّ يقول الطرماح:
ولو أن حرقوصا على ظهر قملة ... يكسر على صفي تميم لولّت
ويقال له النهيك، قال أعرابي وقد عض بهن امرأته:
وإني من الحرقوص أن عض عضة ... لما بين رجليها لجدّ غيور
تطيب نفسي عندما يستفزني ... مقالتها إن النهيك صغير
82- أعرابية:
يا أيها الحرقوص مهلا مهلا ... أإبلا أعطيتني أم نخلا
أم أنت شيء لا- يبالي الجهلا
83- كان أبو هريرة يفلي ثوبه فيلتقط البراغيث ويدع القمل، فقال له أنس، فقال: أبدأ بالفرسان ثم أعكر على الرجالة.

الصفحة 441