كتاب تحت راية القرآن

من منع أستاذ أن يرد عليه في الجامعة بعد أن سمحت له بذلك، بعلة أن الكتاب لم يلق على الطلبة حتى يرد عليه في نفس الجامعة.
لقد جاء في هذا الكتاب تكذيب صريح للقرآن، ونسبة صريحة للنبي عليه
الصلاة والسلام بأنه متحايل، وكذب صريح على التاريخ؛ لا يجوز أبداً أن
نهمل ولا أن نترك صاحبه دون تدقيق معه في البحث ويكون حسابنا معه عسيراً.
إنني أعرف أنه من الكرم والمروءة أن يعفو الإنسان عمن أساء إليه، ولكن من
الظلم والتهجم على المصلحة أن يعفو الإنسان عمن أساء إلى غيره، أو عمن
طعن في وطنه أو دينه "تصفيق".
إن الدولة أعلنت في دستورها أنها دولة إسلامية، وإن دولة إسلامية لا
تحافظ على دينها من أن يمس ولا على كرامتها أن تجرح لهي دولة أعوذ بالله أن تكون مصر من أمثالها!
لقد بلغت الدرجة بالدكتور طه حسين أن يذكر في كتابه أن حادثة إبراهيم
وإسماعيل - التي نص الكتاب عليها - حادثة لا يعول عليها التاريخ ولا يمكن
التسليم بها، وإنما هي حادثة أرجعها المسلمون لسبب مخصوص هو سبب
سياسي أكثر منه دينياً.
وقد جاء في كتابه بالصفحة 26 ما يأتي:
"للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم وإسماعيل؛ وللقرآن أن يحدثنا عنهما
أيضاً، ولكن ورود هذين الاسمين في التوراة والقرآن لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي".
معنى هذا أن دعوى الله أن شيئاً حصل لا ينهض دليلاً على أن هذا الشيء
حصل؛ والله يعلم أن هذا يساوي في قوله إن الله كذاب فيما قال!
ثم جاء في الصفحة المذكورة:
". . . فضلاً عن إثبات هذه القصة التي تحدثنا بهجرة إسماعيل بن إبراهيم
إلى مكة ونشأة العرب المستعربة فيها. ونحن مضطرون إلى أن نرى في هذه
القصة نوعاً من الحيلة في إثبات الصلة بين اليهود والعرب من جهة، والقرآن
والتوراة من جهة أخرى؛ وأقدم عصر يمكن أن تكون قد نشأت فيه هذه الفكرة إنما هو هذا العصر الذي أخذ اليهود يستوطنون فيه شمال البلاد العربية ويبثون فيه المستعمرات، فنحن نعلم أن حروباً عنيفة شبَّت بين هؤلاء اليهود المستعمرين وبين العرب الذين كانوا يقيمون في هذه البلاد وانتهت بشيء من

الصفحة 297