كتاب الروض البسام بترتيب وتخريج فوائد تمام (اسم الجزء: 1)
أحدهما: تفرّده بها دون جماعة من كبار الحفاظ أشهر منه قدرًا وأثبت حفظًا كشعبة وحماد -وغيرهم ممن تقدّم-.
والآخر: أن ابن سيرين نفسه ذكر -كما في رواية السرّاج التي ذكرها الحافظ قبلًا- أنه لم يسمع في التشهد شيئًا، فكيف يروي عنه أشعثُ إثباتَ التشهد؟!.
الثالث: أنّ البيهقي احتجّ برواية هشيم لبيان موضع التشهد، وهو قبل سجدتي السهو، وأراد من ذلك تخطئة أشعث في روايته، حيث ظنه بعد السجدتين لا قبلهما، ومن هذا تفهم أن احتجاج البيهقي بذلك كان في محلّه فتأمل.
الرابع. أما الشاهدان اللذان ذكرهما البيهقي فضعيفان:
فقد أخرج الطبراني (20/ 412) والبيهقي (2/ 355) من طريق عمران بن محمد بن أبي ليلى عن أبيه عن الشعبي عن المغيرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تشهد بعد أن رفع رأسه من سجدتي السهو.
قال البيهقي: هذا يتفرّد به محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الشعبي ولا يُفرح بما يتفرد به. أهـ. قلت: لأنه مع صدقه سيء الحفظ جدًا، وابنه عمران لم يوثقه غير ابن حبان.
وأخرج أحمد (1/ 428 - 429) وأبو داود (1028) والنسائي في الكبرى -كما في تحفة الأشراف (7/ 158) - والدارقطني (1/ 378) والبيهقي (2/ 355 - 356) من طريق خُصيف عن أبي عبيدة عن ابن مسعود مرفوعًا: إذا كنت في الصلاة فشككت في ثلاث أو أربع وأكثر ظنك على أربع تشهّدت ثم سجدت سجدتين وأنت جالسٌ قبل أن تُسلِّم ثم تشهدت أيضًا ثم سلّمت.
وقال أبو داود: رواه عبد الواحد عن خُصيف ولم يرفعه، ووافق عبد الواحد أيضًا سفيان وشَريك وإسرائيل، واختلفوا في الكلام في متن
الصفحة 375
404