كتاب الروض البسام بترتيب وتخريج فوائد تمام (اسم الجزء: 1)

(1/ 142) والطيالسي في "مسنده" (رقم: 128) وابن أبي شيبة (2/ 201 - 202) وعبد الرزاق (3/ 63 - 64، 64) والترمذي (424، 598، 599) والنسائي (874، 875) وابن ماجه (1161) والبيهقي (2/ 473) من طرق عن أبي إسحاق به.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن. وقال إسحاق بن إبراهيم (هو ابن راهويه): أَحسن شيءٍ رُوي في تطوع النبي - صلى الله عليه وسلم - في النهار هذا. ورُوي عن عبد الله بن المبارك أنه كان يُضعّف هذا الحديث. وإنما ضعّفه عندنا -والله أعلم- لأنه لا يُروى مثل هذا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلاّ من هذا الوجه عن عاصم بن ضمرة عن علي. وعاصم بن ضمرة هو ثقةٌ عند بعض أهل العلم". أهـ.
قلت: عاصم وثقه ابن معين وابن المديني والعجلي وابن سعد وقال أحمد: حجّةٌ. وقال النسائي. ليس به بأس. وقال البزار: صالح الحديث. وضعَّفه الجوزجاني فقال: وروى عنه أبو إسحاق حديثًا في تطوّع النبي - صلى الله عليه وسلم - ست عشرةَ ركعةً! فيا لعباد الله! أما كان ينبغي لأحدٍ من الصحابة وأزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - يحكي هذه الركعات؟!. وردّ عليه الحافظ في "التهذيب" (5/ 46) فقال: "قلتُ: تعصّب الجوزجاني على أصحاب عليٍّ معروف، ولا إنكار، على عاصم فيما روى. هذه عائشة -أخصُّ أزواج النبي- صلى الله عليه وسلم - تقول لسائلها عن شيءٍ من أحوال النبي - صلى الله عليه وسلم -: سلْ عليًّا. فليس بعَجبٍ أن يرويَ الصحابي شيئًا يرويه غيره بخلافه، ولا سيّما في التطوع". أهـ. وضعفه ابن عدي، وأفحش ابن حبان فيه القول وليس ذلك بمستنكرٍ من مثله! انظر ترجمته في: التهذيب (5/ 45 - 46)، الميزان: (2/ 352 - 353).
فالسند جيّدٌ إن شاء الله، وقد صرّح أبو إسحاق السبيعي بالسماع عند الطيالسي وأحمد فانتفت شبهة تدليسه.

الصفحة 386