كتاب الروض البسام بترتيب وتخريج فوائد تمام (اسم الجزء: 4)

برواية شعبة، قال الحافظ في "النكت على ابن الصلاح" (2/ 630 - 631): "وأما كونه [يعني: شعبة] كان يروي عن المدلّسين، فالمعروف عنه أنه كان لا يحمل عن شيوخه المعروفين بالتدليس إلَّا ما سمعوه، فقد رُوِّينا من طريق يحيى القطّان عنه أنه كان يقول: كنت انظر إلى فم قتادة، فإذا قال: (سمعت وحدثنا) حفظته، وإذا قال: (عن فلان) تركته. روّيناه في "المعرفة" للبيهقي، وفيها عن شعبة أنّه قال: كفيتكم تدليسَ ثلاثة: الأعمش وأبو إسحاق وقتادة. وهي قاعدة حسنةٌ: تقبل أحاديث هؤلاء إذا كان عن شعبة ولو عنعنوها".
وعليه فلا مناص من القول بصحة الحديث، فالواجب إذًا أن يُحوَّل من "ضعيف الجامع الصغير" (رقم: 4588) إلى "صحيحه"،، والله أعلم.

27 - باب: سؤال الجنَّة والاستجارة من النار ثلاثًا
1608 - حدثنا أبي -رحمه الله -: نا أبو علي عبد الله بن محمَّد بن علي البَلْخيُّ الحافظ بالرَّيِّ على باب ابن أيّوب: نا حُمَّى بن نوح البَلْخي: نا سَلْم بن سالم عن سفيان بن سعيد عن يونس بن أبي إسحاق عن بُرَيد ابن أبي مريم.
عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما سأل عبدٌ الجنّةَ ثلاثَ مرّاتٍ إلَّا قالتِ الجنّةُ: اللهمْ ارزقه الجنَّةَ. ولا استجار من النارِ ثلاثَ مرّاتٍ إلَّا قالتِ النّارُ: اللهمّ أَجِره من النَّار".
إسناده واهٍ كمّا تقدّم بيانه في تخريج الحديث رقم (1573).
وأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 421) وأحمد (3/ 141، 155، 262) وأبو يعلى (6/ 356 - 357) والطبراني في "الدعاء" (1312) وابن حبّان (3/ 293) والبيهقي في "الدعوات" (ق 27/ ب) والبغوي في "شرح السنّة" (5/ 165) من طرقٍ عن يونس به.

الصفحة 472