كتاب الرد الجميل على أخطاء ابن عقيل
فترددت وتحيرت. وطلعت في سماء وجهها نجوم الحسن فاشرقت وتوقدت. وانبعث في خديها ازاهير الجمال فتمت واعتمت - الى ان قال - فبت ثلاث ليل ولم تحجب عني على جاري العادة في التربية فلعمري لقد كاد قلبي ان يصبو ويثوب اليه مرفوض الهوى ويعاوده منسي الغزل ولقد امتنعت بعد ذلك من دخول تلك الدار خوفا على لبي ان يزدهيه الاستحسان انتهى.
وسياقه لهذه القصة قادح في عدالته لكونه قد اطلق بصره فى النظر الى محاسن المراة الاجنبية بل انه قد نعتها نعت من غلغل النظر اليها.
واذا علم ما صرح به ابن حزم عن نفسه في هاتين القصتين فليعلم ايضا انه قال بعد القصة الاولى بست ورقات وبعد القصة الثانية بورقة ما نصه (والصالح من الرجال لا يداخل اهل الفسوق ولا يتعرض الى المناظر الجالبة للاهواء ولا يرفع طرفه الى الصور البديعة التركيب، والفاسق من يعاشر اهل النقص وينشر بصره الى الوجوه بديعة الصنعة - الى ان قال - ولهذا حرم على المسلم الالتذاذ بسماع نغمة امراة اجنبية وقد
الصفحة 11
74