كتاب الرد الجميل على أخطاء ابن عقيل

جعلت النظرة الاولى لك والاخرى عليك انتهى.
واذا جمعنا بين ما ذكره ابن حزم عن نفسه في القصتين وبين تعريفه للصالح والفاسق تبين لنا انه من جملة من قدح في عدالة نفسه، وحينئذ فينبغي للمتعصب له ان يبدأ به في ذكر القادحين فيه ولا يتبع الهوى فيضله عن سبيل الله
وههنا قصة ثالثة ذكرها المقري عن ابن حزم انه قال في طوق الحمامة انه مر يوما هو وابو عمر بن عبد البر بسكة الحطابين بمدينة اشبيلية فلقيهما شاب حسن الوجه فقال ابن حزم هذه صورة حسنة فقال ابو عمر لم نر الا الوجه فلعل ما سترته الثياب ليس كذلك فقال ابن حزم ارتجالا
وذي عذل فيمن سباني حسنه ... يطيل ملامي في الهوى ويقول
أمن اجل وجه لاح لم تر غيره ... ولم تدر كيف الجسم انت عليل
فقلت له اسرفت في اللوم فاتئد ... فعندي رد لو اشاء طويل
الم تراني ظاهري وانني ... على ما بدا حتى يقوم دليل
وهذه القصة ليست في النسخة المطبوعة فلعلها سقطت من بعض النساخ، وقد ذكرها الحافظ الذهبي في سير اعلام النبلاء. ونقل ياقوت الحموي في معجم الادباء عن صاحب المطمح انه

الصفحة 12