كتاب الرد الجميل على أخطاء ابن عقيل

وذهب ابو محمد ابن حزم الى جواز العشق للاجنبية من غير ريبة واخطأ في ذلك خطأ ظاهرا فان ذريعة العشق اعظم من ذريعة النظر. واذا كان الشرع قد حرم النظر لما يؤدي اليه من المفاسد فكيف يجوز تعاطي عشق الرجل لمن لا تحل له.
وقال ايضا في روضة المحبين واما قصة محمد بن داود الاصبهاني فغايتها ان تكون من سعيه المعفو المغفور لا من عمله المشكور وسلط الناس بذلك على عرضه والله يغفر لنا وله فانه تعرض بالنظر الى السقم الذي صار به صاحب فراش وهذا لو كان ممن يباح له لكان نقصاً وعيباً فكيف من صبي اجنبي ارضاه الشيطان بحبه والنظر اليه عن مواصلته اذ لم يطمع في ذلك منه فنال منه ما عرف ان كيده لا يتجاوزه وجعله قدوة لمن يأتم به بعده كابي محمد ابن حزم الظاهري وغيره.
وكيد الشيطان ادق من هذا. وأما ابو محمد فانه على قدر يبسه وقسوته في التمسك بالظاهر والغائه للمعاني والمناسبات والحكم والعلل الشرعية انماع في باب العشق والنظر وسماع الملاهي المحرمة فوسع هذا الباب جداً وضيق باب المناسبات والمعاني والحكم الشرعية جداً وهو من انحرافه في الطرفين.

الصفحة 33