كتاب الرد الجميل على أخطاء ابن عقيل
لما تعامى عن ذكر القادحين في ابي محمد من أهل عصره فمن بعدهم فقد ذكر مؤرخ الاندلس ابو مروان ابن حيان ان الفقهاء في عصر ابن حزم تمالئوا عليه واجمعوا على تضليله وشنعوا عليه وحذروا أكابرهم من فتنته ونهوا عوامهم عن الاقتراب منه فطفق الملوك يقصونه ويسيرونه عن بلادهم الى ان انتهوا به منقطع اثره. ثم ذكر ان بعض كتبه احرقت باشبيلية ومزقت علانية. قال: ولم يكن مع ذلك سالما من اضطراب رأيه انتهى المقصود من كلامه ملخصا. وقد نقله عنه الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ وفي سير اعلام النبلاء ونقله ياقوت الحموي في معجم الادباء. ونقله الحافظ ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان.
وقال: القاضي ابو بكر ابن العربي ابتدأ ابن حزم اولا فتعلق بمذهب الشافعي ثم انتسب الى داود ثم خلع الكل واستقل بنفسه وزعم انه امام الأئمة يضع ويرفع ويحكم ويشرع ينسب الى دين الله ما ليس منه ويقول عن العلماء ما لم يقولوا تنفيرا للقلوب عنهم، وخرج عن طريق المشبهة في ذات الله تعالى وصفاته فجاء فيه بطوام واتفق كونه بين اقوام لا بصر
الصفحة 4
74