كتاب الرد الجميل على أخطاء ابن عقيل

الذهبي في ابن حزم حتى يعرف ما له وما عليه ولا يقتصر على كلمتين يوهم بهما ان الذهبي قد اخلص الثناء على ابن حزم ولم يتكلم فيه بما يعيبه. وقد تقدم في الوجه الثامن ما نقلناه من كلام الذهبي في ابن حزم وهو في سير اعلام النبلاء. وقال فيه ايضاً ان ابن حزم بسط لسانه وقلمه ولم يتأدب مع الائمة في الخطاب بل فحج العبارة وسب وجدع فكان جزاؤه من جنس فعله بحيث انه اعرض عن تصانيفه جماعة من الائمة وهجروها ونفروا منها واحرقت في وقت. واعتنى بها آخرون من العلماء وفتشوها انتقاداً واستفادة واخذاً ومؤاخذة ورأوا فيها الدر الثمين ممزوجا في الرصف بالخرز المهين فتارة يطربون ومرة يعجبون ومن تفرده يهزءون. وفي الجملة فالكمال عزيز وكل احد يؤخذ من قوله ويترك الا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان ينهض بعلوم جمة ويجيد النقل ويحسن النظم والنثر وفيه دين وخير ومقاصده جميلة ومصنفاته مفيدة وقد زهد في الرياسة ولزم منزله مكبا على العلم فلا نغلو فيه ولا نجفو عنه وقد اثنى عليه قبلنا الكبار.
وقال ايضا في سير اعلام النبلاء. وقد امتحن لتطويل

الصفحة 41