كتاب الرد الجميل على أخطاء ابن عقيل

لبعض الاحاديث الصحيحة التي تخالف رأيه. الى غير ذلك من اقواله المنحرفة عن الحق. فهذا لا اثق به ولا اوافقه عليه. ولست بحمد الله ممن اصمهم التقليد واعماهم فانساقوا خلف ابن حزم انسياق البهائم خلف الناعق لها وقبلوا كل ما في كتبه من غث وسمين ولم يميزوا بين الجيد من كلامه وبين الرديء منه
واذا علم هذا فمن زعم ان رد الاقوال الباطلة وعدم الثقة بها والقدح فيمن يسوغ القدح فيه من التجانف فهو المتجانف للاثم على الحقيقة. واذا كان المتعصب لابن حزم يوافقه على ما خالف فيه الحق ويثق به فيه فذلك من التجانف للاثم ايضاً
وأما ما نقله المتعصب عن شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى انه قال في حق ابن حزم (له من الايمان والدين والعلوم الواسعة الكثيرة ما لا يدفعه الا مكابر. ويوجد في كتبه من كثرة لاطلاع على الاقوال والمعرفة بالاحوال والتعظيم لدعائم الاسلام ولجانب الرسالة ما لا يجتمع مثله لغيره)
فجوابه ان يقال من الامانة ان ينقل المتعصب جميع كلام شيخ الاسلام في حق ابن حزم حتى يعرف ما فيه من المدح وما فيه من الذم ولا يقتصر على جملة منه يوهم بها ان الشيخ

الصفحة 44