كتاب الرد الجميل على أخطاء ابن عقيل

فوافق هؤلآء في اللفظ وهؤلآء في المعنى وبمثل هذا صار يذمه من يذمه من الفقهاء والمتكلمين وعلماء الحديث باتباعه لظاهر لا باطن له كما نفى المعاني في الامر والنهي والاشتقاق وكما نفى خرق العادات ونحوه من عبادات القلوب مضموما الى ما في كلامه من الوقيعة في الاكابر والاسراف في نفي المعاني ودعوى متابعة الظواهر وان كان له من الايمان والدين والعلوم الواسعة الكثيرة ما لا يدفعه الا مكابر ويوجد في كتبه من كثرة الاطلاع على الاقوال والمعرفة بالاحوال والتعظيم لدعائم الاسلام ولجانب الرسالة ما لا يجتمع مثله لغيره. فالمسألة التي يكون فيها حديث يكون جانبه فيها ظاهر الترجيح. وله من التمييز بين الصحيح والضعيف والمعرفة باقوال السلف ما لا يكاد يقع مثله لغيره من الفقهاء انتهى.
وقد اشتمل كلامه على الذم في امور كثيرة والمدح في امور اخرى كما لا يخفى على طالب علم. وصيغة وان كان له من الايمان الى آخر العبارة تدل على انه قد سبقها شيء من الذم وقد حذف المتعصب لابن حزم لفظة (وان كان) كما حذف ما قبلها ليوهم من لا علم عنده ان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه

الصفحة 46