كتاب الرد الجميل على أخطاء ابن عقيل

فجوابه ان يقال اما ما نسبه لابن عباس رضي الله عنهما ولفقهاء المدينة السبعة من التصابي فهو غير صحيح وحاشاهم ان يفعلوا شيئا مما اشاع به امام المتعصب عن نفسه في كتابه طوق الحمامة. ومن ظن بهم ذلك فقد ظن بهم ظن السوء. والذي يظهر من كلام المتعصب ههنا انه لا يرى بأسا بما ذكرناه عن امامه من المنكرات التي اشاع بها عن نفسه ويرى ان انكارها والقدح بها تهويل يهون امره لتصابي الشيوخ. وهذا في الحقيقة استهانة بما حرمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من النظر المحرم والكلام المحرم والسعي المحرم والاستماع المحرم والحضور المحرم والتقبيل المحرم والخلوة المحرمة. ومعارضة لما جاء عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من الادلة الدالة على المنع من هذه الامور بتصابي الشيوخ. ومن استهان بشيء من الاوامر او النواهي وعارضها بأقوال الشيوخ وافعالهم فذلك دليل على انحرافه وقلة ايمانه
وقد قال الله تعالى {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} وروى الامام احمد والشيخان وابو داود والنسائي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ما رأيت شيئا اشبه باللمم مما قال

الصفحة 49