كتاب الرد الجميل على أخطاء ابن عقيل

بذلك امرأة معينة لما جرت به عادة غالب الشعراء من انهم يفتتحون قصائدهم بالتغزل في محبوب غير معين وان لم يكن حب بالكلية يقصدون بذلك تمليح الكلام وتحسينه لان طباعهم تميل الى العشق والتغزل فيه. ويحتمل انه قصد امرأة معينة كانت حليلته وبانت عنه فتغزل فيها فقد قال في شرح المواهب قال الروياني في البحر هي امرأته طالت غيبته عنها لهروبه من النبي صلى الله عليه وسلم فذكرها في هذه القصيدة لذلك وبه جزم البرهان. على ان محبتهم كانت غير مفضية الى القبيح - الى ان قال - لكن قد يبعد احتمال كونها زوجته السياق الآتي حيث وصفها باخلاف الوعد والتلون الى غير ذلك انتهى.
قلت ما وصفها به من اخلاف الوعد والتلون وغير ذلك لا ينافي كونها زوجته لان بعض النساء اذا علمت من زوجها انه يحبها حباً شديدا جعلت تتجنى عليه كما تتجنى المعشوقة على العاشق وتعامله باكثر مما ذكره كعب عن سعاد. ويحتمل ان تكون سعاد اسما لا مسمى له والله اعلم.
الوجه الثالث اذا فرضنا ان كعبا رضي الله عنه تغزل بامرأة اجنبية معينة فالنبي صلى الله عليه وسلم انما اقره تألفا له على الاسلام

الصفحة 59