كتاب الرد الجميل على أخطاء ابن عقيل

الله ورسوله من مدح الاسلام واهله وذم الشرك واهله والتحريض على الجهاد والكرم والشجاعة فمفسدته مغمورة جدا في جنب هذه المصلحة. مع ما فيه من مصلحة هز النفوس واستمالة اصغائها واقبالها على المقصود بعده. وعلى هذا جرت عادة الشعراء بالتغزل بين يدي الاغراض التي يريدونها بالقصيد انتهى
ومما ذكرنا يعلم انه لا متعلق للمتعصب في تغزل كعب بن زهير رضي الله عنه لان كعبا رضي الله عنه انما تغزل بامرأته او بامرأة غير معينة. وعلى تقدير كونها معينة فقد كان قريب العهد بالاسلام وقد جعل ذلك مقدمة بين يدي مدح النبي صلى الله عليه وسلم ومدح المهاجرين رضي الله عنهم. واما ابن حزم فانه انما قال بيتين ذكر فيهما انه قبل معشوقته يوما على خطر وانه لا يعد من عمره سوى تلك السويعة التي قبلها فيها. وقال ايضاً ثلاثة ابيات ذكر فيها خلوته بالمرأة وبالخمر. وقد تقدم ذكر هذه الابيات الخمسة وليس فيها تغزل نزيه وانما فيها تصريح ليس بالنزيه. وقياس ما ذكر فيها على تغزل كعب بن زهير رضي الله عنه من افسد القياس كما لا يخفى على من له انى علم ومعرفة.
وقال ابن حزم ايضاً اربعة ابيات شبب فيها بالشاب الحسن

الصفحة 61