كتاب الرد الجميل على أخطاء ابن عقيل

فجوابه ان يقال هذا من التشبع وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم «المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور» ولو اراد المتعصب ان يجمع شيئا ثابتا بالاسانيد الصحيحة لما قدر ان يجمع نبذة صغيرة. فاما ما يذكره صاحب الاغاني وامثاله من حطاب الليل الذين ينقلون عمن هب ودب فهذا لا عبرة به ولا يعتمد عليه.
وأما قوله وبهذا فلن يبقى امامنا من يوثق بعدالته
فجوابه ان يقال هذا من المجازفة بل كل المسلمين على العدالة الا من ثبت عنه ما يقدح في عدالته.
وأما قوله ان لابي محمد ادلة ايجابية يستمدها من اقوال السلف الصالح. فابو الدرداء رضي الله عنه يقول اجمعوا النفوس بشيء من الباطل ليكون عونا لها على الحق. ويقول بعض السلف من لم يحسن يتفتى لم يحسن يتقوى. وفي بعض الاثر اريحوا النفوس فانها تصدأ كما يصدأ الحديد.
فجوابه من وجوه احدها ان يقال ان الادلة التي يعتمد عليها ويحتج بها انما تستمد من الكتاب والسنة لا من اقوال السلف قال الله تعالى {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ}

الصفحة 65