كتاب الرد الجميل على أخطاء ابن عقيل

الوجه الثاني انه يبعد كل البعد ان يامر ابو الدرداء رضي الله عنه باجمام النفوس بالباطل وان يقول ان الباطل يكون عونا على الحق.
يوضح ذلك الوجه الثالث وهو ان الباطل من المنكر والمنكر انما يامر به المنافقون قال الله تعالى {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَامُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ} وقد كان ابو الدرداء رضي الله عنه من ابعد الناس من النفاق وكان من اجلاء الصحابة واكابر علمائهم فيبعد كل البعد ان يقول بهذا القول الباطل.
الوجه الرابع ان الله تعالى قال {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} والباطل من الاثم والعدوان فمن ظن بابي الدرداء رضي الله عنه انه كان يامر بشيء من الاثم والعدوان فقد ظن به ظن السوء.
الوجه الخامس ان الذي يعين على الحق هو لزوم التقوى وكثرة الالتجاء الى الله تعالى والاستعانة به. واما الباطل فانما يعين على الباطل.
الوجه السادس ان الذي جاء في الاثر اريحوا النفوس فانها

الصفحة 66