كتاب الرد الجميل على أخطاء ابن عقيل

تصدأ كما يصدأ الحديد معناه ان لا يحمل نفسه من الاعمال ما لا تطيق فلا يديم الصيام ولا يقوم الليل كله ويترك النوم فتمل نفسه من العبادة وتسأم بل يقوم وينام ويصوم ويفطر فيقوم بحق ربه وحق نفسه وحق اهله. ومن زعم ان معنى الاثر هو العمل بشيء من الباطل فقد حمل الاثر على غير محمله وتأوله على غير ما يراد به.
الوجه السابع ان اراحة النفوس وجلاء صدأ القلوب لا يكون بفعل المعاصي وانما يكون بالتوبة الصادقة وكثرة تلاوة القرآن وكثرة الذكر والاستغفار ولزوم الطاعة واجتناب المعصية. ومن زعم ان اراحة النفوس تكون بشيء من الباطل فقد قلب الحقيقة.
يوضح ذلك الوجه الثامن وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم قال «ان المؤمن اذا اذنب ذنبا كانت نكتة سوداء في قلبه فان تاب ونزع واستعتب صقل قلبه وان زاد زادت حتى تعلو قلبه فذلك الران الذي قال الله {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}» رواه الترمذي من حديث ابي هريرة رضي الله عنه وقال هذا حديث حسن صحيح. فدل هذا الحديث على ان

الصفحة 67