كتاب الرد الجميل على أخطاء ابن عقيل

منها واستماعه لغنائها وضربها بالعود وحضوره عند النياحة من غير نكير ونظره الى الامرد الحسن الوجه والتشبيب به وتقبيله لمعشوقته على خطر وخلوته بالمرأة وبالراح. كل ذلك صريح لا يدخله الاحتمال وليس في نقل ذلك عنه مغالطة ولا تعمية كما زعمه المتعصب لابن حزم. وغاية ما يقال ان ابن حزم صرح بخلوته بالمرأة وبالراح في موضع من كتابه طوق الحمامة ثم نفى عن نفسه شرب الراح واتيان الفاحشة في موضع آخر من كتابه المذكور فتعارض اثباته ونفيه. ولو شئنا لقلنا ان الاثبات مقدم على النفي كما هو مقرر عند الاصوليين. ولكننا ننزه ابا محمد عن الخنا وشرب الخمر ونصدقه فيما نفاه عن نفسه لقول الله تعالى في الشعراء {وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ} وهو وان كان منزها عندنا من شرب الراح واتيان الفاحشة فهو غير منزه من الكذب فيما صرح انه خلا به. والكذب حرام وقبيح من كل احد وهو من العلماء اقبح واقبح.
واما زعمه ان ما ذكره ابن حزم في كتابه طوق الحمامة فهو من ذكريات صباه.
فجوابه ان يقال اذا كان للرجل صبوة في اول عمره فالواجب عليه ان يستتر بستر الله ولا يشيع ذلك عن نفسه

الصفحة 69