كتاب الرد الجميل على أخطاء ابن عقيل

وخدم فلما بلغ أشده انسلخ عن كل هذا وزهد في الوزارة واتجه لربه وتضلع في امور دينه.
فجوابه ان يقال قياس ما يفعله المسلم في حال شبابه بما يفعله الكافر في حال كفره من افسد القياس لان المسلم مخاطب بامتثال الاوامر واجتناب النوهي من حين يعقل. واما الكافر فانه مطلوب منه الدخول في الاسلام اولاً وبعد دخوله في الاسلام يكون مخاطبا بامتثال الاوامر واجتناب النواهي. والاسلام يجب ما كان قبله من الشرك الذي هو اعظم الذنوب فما دون ذلك من كبائر الاثم فانها لا تكفر عنه الا بالتوبة النصوح وقد يغفرها الله لمن يشاء. واما الصغائر فانها تكفر بالتوبة منها وبالاعمال الصالحة والمصائب والآلام والهموم والغموم والاحزان. والمسلم مأمور بالتستر بستر الله وترك المجاهرة بما فعله من المعاصي كبائرها وصغائرها. والاصرار على المعاصي من الكبائر لحديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون» رواه الامام احمد باسناد صحيح

الصفحة 71