أَبدى يَراعُهُ فيها بَراعةً وَدُرَراً في أُصول التخريج, وقواعد الجرح والتعديل, في جهود انتشرت الاستفادة منها في كتب المعاصرين. ولم نر التلميذ يذكره بخير سوى مرتين, مرة لنقده, وأُخرى للتحجج به على بعض أَقرانه السلفيين؟ فبماذا يفسر هذا الهجران والتنكر لعالم سلفي؟ وبماذا تفسر تلك الحفاوة والاحتضان؟ نعم لا يجتمع الولوع بين المتضادين فكما لا يجتمع في قلب عبدٍ: حب القرآن وحب الغناء, فكذلك لا يجتمع حب السنة والبدعة, ولا حب السني والمبتدع. والذي في قبضته ولوعه بهذا البائس. قال العلامة محمد الخضر حسين - رحمه الله تعالى - في ((رسائل الإِصلاح)) : (2/ 13) : (وكثيراً ما يقاس الرجل بأَصدقائه فإِن رآه الناس يصاحب الفساق والمبتدعين, سبق إِلى ظنونهم أَنه راضٍ عن الابتداع ولا يتحرج من الفسوق. وقد صرح بعض الشعراء أَنه ترك مودة رجل من أَجل أَنه يصاحب الأَراذل من الناس فقال:
يزهدني في ودك ابن مساحق ** مودتك الأَراذل دون ذوي الفضل) اهـ.
8- الدَّنِيَّة بالدين:
فإِن قيل: إِنه على مذهب السلف, قيل: لم يحصل في هذا ما يؤيده من الحواشي في بابَي: الأَسماء والصفات والعبادة. فما بقي إِلا سلفه على مشربه.