وكم من مناسبة مرت ولم يحصل له أَي تقرير. ومن ينحو في الاعتقاد منحى السلف, المعروف عند الإِطلاق, ينفض يديه من المبتدعة, ويغسل كتبه من الخلفية, ويكف قلمه عن المدح, والتمجيد, والحفاوة بمن يلعن السلف, ويسبهم, ويكفرهم. وإِذا كان شيخه يكفر أَهل هذه الديار الكريمة السائرين على اعتقاد السلف الصالح في قديم الدهر وحديثه ممن يصفهم, ويصف أَئمتهم: بالحشوية, والمجسمة, والبربهارية, والشرائحية, والتيمية, والوهابية, وزعيم البادية, وبقايا الوثنية, والصابئة الحرانية. . . وهكذا. فإِن كان التلميذ لا يرتضي هذا فكيف لا ينفيه, وكيف لا يسقط هذا ((الجركسي الناقد)) من حسابه؟ وإِن كان يرتضيه, فكيف يسوغ له ديناً وشرعاً أَن يعيش بين من يعتقد كفرهم, وأَنهم -كما يقول شيخه- بقايا نحل محاها الإِسلام, كما مَرَّ؟ فبأَي المسلكين يحمي دينه, ويصون ماء وجهه؟ فإِن قيل: بدا منه هذا في رسالته ((كلمات)) . قيل: ليس فيه دليل واحد قائم بوضوح وجلاء يفيد هذا. وليس فيه حرف واحد يفيد التبري من هذه المشارب؟ وهذه الرسالة دفاعية, لم تحصل ابتداءً, وإِنما بعد ((التوضيح)) الذي كاد أَن يعمل عمله, فحرر هذه على سبيل التَّضَنِّي, والدفاع الشخصي, ومخاتلة نفس القارئ, ومباهتة أَهل السنة على مرأَى ومسمع, في ورقات بعين عابسة, ونفس ساخطة, وأَدلة مكبة على وجهها بأُسلوب حَمَّالِ أَوجهٍ, يخذل أَولُه أخرَه, وآخرُه أَولَه, لصد الإِثارة عن الإِغارة. ومن مارس لغة المرتاب عرفه في لحن خطابه. وكيف يصافحُ أَهْلَ السنة مَنْ