يَداهُ مشغولتان بحمل المبتدعة؟ فعسى الله أَن يكف البأْس عن هذا القطر وكافة الأَقطار فإِنه قد عرف على مدى التاريخ: توالي النذر من الطائفية, وأَن تعدد الاتجاهات, والتموجات العَقَدية, والفكرية في البلد الواحد, تورث انشطار أَهله, وصراعهم, وضعفهم, وأَن دين الإِسلام واحد لا يقبل الفرقة ولا الانقسام, ويأْبى هذه النواقض أَشد الإِباء, فيجب على من بسط الله يده أَن يقلم أَظافير الفتن, ويقمع نوابت الضلال, وطوبى له في حماية الإِسلام والمسلمين:
أَرى خلل الرماد وميض نارٍ ** ويوشك أَن يكون لها ضرامُ
فإِن النار بالعودين تذكى ** وإِن الحرب أَوله كلام
لئن لم يُطْفِها عقلاء قوم ** يكون وقودَها جثثٌ وهامُ
هذا مجمل من العرض بحجة ظاهرة, ومراتب من الإِلزام ببيانات قاهرة, تكشف البعثرة المندسة في صفوف طلاب الحديث, فعلى طلبة العلم: التيقظ من كل مسرف على نفسه, ومنابذته وما كتب. وجميل بمن سمع الحق: أَن يقيم الوزن بالقسط فيتبعه بوضوح وجلاء, فالاعتقاد لا يحتمل المجاملة ولا المتاجرة, ولا نثر ماء الوجه وإِهداء صيانته. فليصل العبد قلبه بربه. وليقطع أَسباب مثل تلك المحبة الجامحة به إِلى الهلكة. وليبحث: ليعلم. وليكتب: ليفيد.