كتاب التحذير من مختصرات الصابوني في التفسير

ثانياً: مسه عقيدة التوحيد بما ينابذها

إِن أَعظم خطر في الكتب الثلاثة: ((الصفوة)) و ((المختصرين)) هو تحريفه (¬1) لتفسير آيات في صفات الله عزَّ وجلَّ خلافاً لعقيدة السلف بما لا يقول به الإِمامان الحافظان: ((ابن جرير)) , و ((ابن كثير)) -رحمهما الله تعالى-, وإِخراجه لهذين المختصرين على أَن هذا مختصر ما يقرره ((ابن جرير)) , وذلك مختصر ما يقرره ((ابن كثير)) , وصفوة ما لدى السلف وهم من تأْويل الخلف برآء, وقد علم أَن ابن جرير, وابن كثير يجريان التقرير لآيات الأَسماء والصفات على قاعدة السلف المطردة: الإِيمان بحقائقها (¬2) على الوجه اللائق بالله تعالى, وإِجراؤها على ظاهرها من غير تكييف, ولا تمثيل, ولا تحريف (¬3) . والمتعين أَن المخْتَصِرَ لا يخالف ما قرره صاحب الأَصل, بل المحافظة والالتزام بنصه, كما أَن تقرير الخلف في ((الصفوة)) نسف لمذهب
¬__________
(¬1) انظر في العبير بلفظ التحريف دون ((التأويل الخلفي)) : ((فتاوى شيخ الإِسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: (3/ 165, 168) وهو مهم, (4/ 191) , (33/ 170, 181) , والفهرس: (36/ 104) .
(¬2) في معنى الحقيقة, انظر: ((فتاوى شيخ الإِسلام ابن تيمية)) : (5/ 200, 202) فهي ((اللفظ المستعمل فيما وضع له)) .
(¬3) انظر: المرجع السابق: (3/ 165, 168) .

الصفحة 328