كتاب التحذير من مختصرات الصابوني في التفسير

أَو غير أَشعري) اهـ
فالتمشعر هذا بدعة محدثة, وَكُلٌّ آخذ بها بحسبه, ففرق بين المعاند والمكابر ومن ثوى عند علماء السلف وعَرَفَ كتب السنة والأَثر, وَبُصِّرَ فلم يُبصر, وبين من ضعف عن هذا الجهل به, أَو ضعف إِدراكه, وهكذا. . ونعوذ بالله أَن نكفر مسلماً) .
7- ينتج من هذا أَنه خطأَ مذهب المؤولة, وقد أَخذ به, وسكت عن مذهب الأَشاعرة المفوضة, وقد أَخذ به في مواضع. وهذه أَشعرية في الاعتقاد جديدة, واجتهاد لم يسبق إِليه في جمعه بين المذهبين (التحريف, والتجهيل) ويذكرنا هذا بتناقضات الطوفي الحنبلي:
أَشعري حنبلي وكذا ** رافضي هذه إِحدى العبر
8- ثم هذا المركب المزجي في ((الاعتقاد)) ينضم إِليه دعوى ((السلفية)) .
ونقول له ابتداءً: ((دمعة من عوراء غنيمة باردة)) , لكنها في الواقع: ((تكبيرة من حارس)) (¬1) , إِذ هي دعوى بلا برهان. بل الواقع ينافيها, فإِن من كان على جادة السلف في ((الاعتقاد والقدوة)) يقرر الاعتقاد السليم, وينشره
¬__________
(¬1) فائدة: هذا مثل لمن يقول الشيء, أو يجري على لسانه من غير قصد لمعناه, ومنه قول يحي بن سعيد القطان: (دعاء أصحاب الحديث للمحدث كتكبيرة الحارس) رواه الخطيب في: ((الجامع)) : (648) , ومنه أن عبد الله بن سليمان بن أبي داود رُمِىَ – ظلماً – بشيء من النصب وكان بينه وبين ابن جرير –رحمه الله- عداوة فلما قيل لابن جرير أن ابن أبي داود يقرأ على الناس فضائل الإِمام علي, فقال ابن جرير (تكبيرة من حارس) انتهى من: ((السير)) للذهبي: (13/ 230) .

الصفحة 346