كتاب رياضة النفس

والنية النهوض، يقال في اللغة. ناء ينوء، أي نهض ينهض، فالقلب يرتحل إلى الله عز وجل، حتى يصل إلى سورة المنتهى إن كان له طريق، فإن حبس في الطريق فللتهمة احتبس، ولسوء الأدب منع وانسد الطريق، فعلى أي حال كان، فقد نهض من مكانه إن وجد الطريق أو لم يجد. ويقول للجارحة التي تعمل ذلك العمل تحركي بذلك العمل في حركاتك، وانفذي العمل على أثري، فإني واقف بالباب، أبتغي من ربي عز وجل مرضاته، بما ينفذ إليه على أثري، فهذه النية.
ثم الناس في نياتهم على درجات، على تفاوت عقولهم؛ ولذلك قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فيما يروى عنه، قال: (يعملون الناس الخير ويعطون أجورهم على قدر عقولهم). وروي عن الله عز وجل قال: يا موسى، إنما أجزي الناس على قدر عقولهم). قال له قائل: صف لنا شيئاً منه، كيف تفاوت على قدر العقول؟ قال: مثل رجل دخل المسجد فوجد الصف الأول قد قام، فوقف في الصف الثاني، فقد سقط من درجة الصف الأول،

الصفحة 67