كتاب رسالة الملائكة ت الجندي (اسم الجزء: مقدمة)

سيبويه في كتابه والمفصل وشروحه وشراح الألفية والكافية والشافية والمراح والعزى ونحوها ولم يوفق إلى الإطلاع على كتب الأئمة المتقدمين من البصريين والكوفيين وغيرهم وإنما وقفنا على أقوال موجزة منقولة عنهم وفيها ما لا ترتاح إليه النفوس إما لذكره بغير تعليل وأما لعدم إقامة دليل عليه وإما لاختصار في بسط ذلك.
ومن وقف على رسالة الملائكة اتضح لديه أن هذا العلم بلغ الذروة القصوى في ذلك العهد وأن لرجاله باعًا طويلًا في معرفة الأبنية وضبطها ووضع المقاييس ورعايتها وقدرة على البحث عن أصول الكلمات واشتقاقها وردها إلى أصولها ومعرفة الشاذ والنادر منها وبراعة في تعليل الأحكام وإيراد الأدلة والشواهد وما شاكل ذلك من الأمور التي تدل على سعة في المدارك ونموّ في الملكات وغزارة في المادة.
فهذه الرسالة تمثل لنا صورة تامة عما وصل إليه هذا العلم في ذلك العصر والعصور التي قبله وعما بلغ إليه العلماء فيه كما تمثل لنا صورة كاملة عما كان يتمتع به العلماء من حرية القول والإقدام على نقد الأئمة ودحض حججهم ومناقشتهم في الدقيق والجليل من المسائل.
وقلما رأينا كتاباً يمثل ذلك كله بالقدر الذي تمثله هذه الرسالة.
أبو العلاء في هذه الرسالة: تواضع أبو العلاء في مقدمة هذه الرسالة وأسرف في تواضعه فزعم أن حق مثله ألا يسأل فإن سئل تعين عليه ألا يجيب فإن أجاب ففرض ألا

الصفحة 12