لم يبق منها غير موقدنه وغير آثار بها سفعنه (¬1)
وفي هذه الأبيات:
لا تهزئي منا سليمي أنه أنا لوقافون بالثغرنّه (¬2)
والكلام في هذا يتسع والقول يطول ولا أمنع أن يجيء الفعل على فعلن وأن كان المتقدمون لم يذكروه لأن الاسم إذا جاء على ذلك وجب أن يجيء عليه الفعل إذا كان الاسم أصلاً والفعل متفرع منه وقد قالوا ناقة رعشن (¬3) وهي من الارتعاش وامرأة خلبن وهي من الخلابة (¬4) واختلفوا في الضيفن فروى عن الخليل أنه كان يجعل النون فيه زائدة
¬__________
(¬1) موقد موضع النار وفي الأصل موقدنه مضبوطة بضم الميم وكسر القاف وفتحها وفوقها لفظ معا بخط دقيق كأنه يشير إلى جواز موق بكسر القاف من الثلاثي وبفتحها من أوقد وسفع سود جمع اسفع وسعفاء.
(¬2) الثغر موضع المخالفة من فروج البلدان
(¬3) قال سيبويه ج 2 ص 327 في بحث النون. وتلحق رابعة فيكون على فعلن في الصفة قالوا رعشن وضيفن وعلجن ولا نعلمه جاء اسمًا وقد قال الجاربردي حكم على رعشن بأنه فعبلن مع عدمه في البنيتهم لظهور اشتقاقه من الرعش بالتحريك وهو الرعدة فالنون زائدة فيه. والذي ذكره في اللسان جمل رعشن وناقة رعشنة وفي القاموس والتاج والرعشن من الظلمان والجمال السريع وهي بهاء وناقة رعشنة وفي الصحاح رجل رعشني وجمل رعشن. وفي اللسان وهو الرعشن والرعشنة فكلامهم متفق على أن رعشنا وصف للمذكر وأبو العلاء جعلها وصفًا للناقة فلعل النسخة محرفة أو هناك قول لم نطلبع عليه ويقال الرعشن بناء رباعي على حدة
(¬4) في اللسان في مادة رعش كما قالوا للمرأة الخلابة خلبن وقال في خلب وفي الصحاح الخلبن الحمقاء قال ابن السكيت وليس من الخلابة قال رؤية يصف النوق
وخلطت كل دلاث علجن ... تخليط خرقاء اليدين خلبن
وروى خلباء اليدين وهي الخرقاء الدلاث السريعة علجن صلبة كناز اللحم.