ويأخذه من الضيف (¬1) وحكى عن أبي زيد أنه قال ضفن الرجل إذا جاء مع الضيف وهو على رأي أبي زيد فيعل وعلى رأي الخليل فعلن ويقوي قول أبي زيد أنهم قالوا رجل ضفن وامرأة ضفنة (¬2) قال جرير:
تلقى الضفنة من بنات مجاشع ولها إذا انحل الإزار حران (¬3)
وأنما قلت ذلك لأن مهيمنًا يجوز أن يجعل مفعلنًا ويكون من الهيم كأن الإنسان من خوفه الله يهيم في الأرض وهذا مناسب لقولهم إله لأنه يوله من من الو له أو يأله الإنسان فيه أي يحار ويجوز بعد هذا كله أن يكون المهيمن اسمًا أصله غير عربي ولكنه وافق ألفاظ العربية كما وافقها يعقوب واسحق وعزير لأن ما ظهر من لفظ يعقوب مساو لفظهم باليعقوب الذي هو ذكر الحجل أو القا وواحد اليعاقيب من قولهم طير يعاقيب إذا جاءت في عقب الجيش وخيل يعاقب أي ذوات أعقاب في الجري قال سلامة بن جندل: (¬4)
¬__________
(¬1) يقال ضفن مع الضيف إذا جاء معه والضيفن الذي يجيء مع الضيف قال النحويون نون ضيفن زائدة قال ابن سيدة وهو القياس
(¬2) الضفن على وزن هجف الاحمق من الرجال مع عظم خلق يقال امرأة ضفنة.
(¬3) مجاشع بن دارم بن مالك أبو قبيلة من تميم وهو من أجداد الفرزدق وقد روى هذا البيت في ديوان جرير هكذا:
تلقى ضفن مجاشع ذا لحية ... وله إذا وضع الازار حران
الضفن الأحمق الكثير اللحم أو العظيم الحلق والازار ما يستر اسفل البدن وحران مثنى حر وهو المفرج وهذا البيت من قصيدة يجيب فيها الفرزدق والاخطل ويهجو محمد بن عمير بن عطار والبيت على رواية الديوان أشبه بأسلوب جرير في مثل هذا الموطن من رواية أبي العلاء
(¬4) سلامة بن جندل بن عمرو بن كعب التميمي =