بالحُبلةِ والسحاء (¬1) وأتعوذ (¬2) من بِني ادم في مساء وضحاء وإذا خلوت في بيتي تعللت (¬3) وإن فارقت مأواي ضللت (¬4) وذكر (¬5) ابن حبيب (¬6) أنه يقال في المثل أحيرُ من ضب وذلك أنه إذا خرج (¬7) من بيته فأبعد لا يهتدي (¬8) أن يرجع إليه وقد علم الله تعالت كلمته (¬9) أنني لا أبتهج بأن أكون في الباطن استحق تثريبًا وأدعى في الظاهر أريبًا (¬10) ومثلي مثل
¬__________
(¬1) في روم بالحيلة وفي ك من الحيلة والصواب الحبلة وهي شجرة يأكلها الضباب يقال ضب حابل: يرعى الحبلة والسحاء نبت يأكله الضب ويقال ضب ساح حابل إذا رعى السحاء والحبلة. وبهذا يتبين لك أن كل ما أطال به م في تأويل الحبلة وتوجيهها بعيد عن السداد والمراد وقد تابعه عليه ك
(¬2) في م ك والعوذ. عاذ به عوذًا لاذ به ولجأ إليه واعتصم وتعوذ بالله اعتصم. وقد نقل ابن أبي الدنيا عن أنس أنه قال أن الضب ليموت هزالًا من ظلم ابن آدم فلعل أبا العلاء يشير إلى هذا
(¬3) تعلل بالأمر تشاغل به وتلهى. وتجزأ
(¬4) مأوى كل حيوان سكنه والضلال نقيض الهدى والرشاد
(¬5) في م ك ذكر
(¬6) هو يونس بن حبيب الضبي كان أمام النحاة في عصره وكان عالمًا بالأدب أخذ عنه سيبويه والكسائي والفراء وغيرهم واختلف إليه أبو عبيدة أربعين سنة توفي سنة 187
(¬7) في الجميع إذا فارق بيته
(¬8) في الجميع لم يهتد. وفي حياة الحيوان ج 2 ص 110 وفي طبعه النسيان وعدم الهداية وبه يضرب المثل في الحيرة ولذلك لا يحفر حجره إلا عند أكمة أو صخرة لئلا يضل عنه إذا خرج لطلب المطعم زاد الجاحظ في كتاب الحيوان أو لبعض الخوف وفي المثل أحير من ضب وأضل من ضب كما في مجمع الأمثال وحياة الحيوان
(¬9) في الجميع تعالت قدرته
(¬10) في رح أدبيًا والتثريب الاستقصاء في اللوم والتوبيخ والتعبير والأديب من الأدب وهو استعمال ما يحمد قولًا وفعلًا أو الوقوف مع المستحسنات أو الظرف وحسن التناول. وإطلاقه على علوم العربية مولد حدث في الإسلام. والأديب العاقل والداهية البصير بالأمور