كتاب رسالة الملائكة ت الجندي (اسم الجزء: 1)
الملائكة في الجمع (¬1) لأن الجموع تردُّ الأشياء إلى أصولها. وأنشده (¬2) قول الشاعر:
فلست لأنسيّ ولكن الملأك ... تنزل من جو السماء يصوب (¬3)
فيعجبه ما سمع فينظرني ساعة لاشتغاله بما قلت فإذا هم بالقبض قلت وزن ملك على هذا القول معل لأن الميم زائدة وإذا كان الملك من الألوكة فهو مقلوب من ألك إلى لأك والقلب في الهمزة وحروف العلة معروف عند أهل المقاييس (¬4) فأما جذب وجبذ ولقم الطرق ولمقه (¬5)
¬__________
(¬1) في الجميع قولهم في الجمع الملائكة.
(¬2) في الجميع وأنشد.
(¬3) يصوب بنزل وهذا البيت قيل لرجل من عبد القيس يمدح النعمان وقيل لأبي وجزة يمدح عبد الله بن الزبير وقيل لعلقمة بن عبدة يمدح الحرث بن جبلة بن أبي شمر الغساني ومعنى البيت أنك باينت الأنس في أخلافك وأشبهت الملك النازل من السماء في طهارتك وفضلك.
(¬4) اختلفت كلمة العلماء في أصل ملك فقيل إنه من ألك بين القوم ألكا وألوكا إذا ترسل والألوك والألوكة والمألك والمألكة الرسالة فملك أصله مألك ووزنه مفعل قلبت الهمزة إلى موضع اللام فصار ملأك على وزن مفعل ثم ألقيت حركة الهمزة على اللام الساكنة قبلها وسقطت فصارت ملك على وزن معل لأن فاء الكلمة هي الهمزة وقد سقطت وقد استعمل متممًا من غير حذف كما في قول الشاعر ولكن الملأك. والأكثر استعماله محذوفًا وقيل إن ملك من لأك والملأك والملأكة الرسالة فأصل ملك ملأك على وزن مفعل فنقلت حركة الهمزة إلى اللام وسقطت الهمزة فصار ملك على وزن مفل لأن الهمزة عين الكلمة وأو العلاء يرى أن الملك إذا كان من الألوكة فهو مقلوب من ألك إلى لأك لما ذكره وهذا قول الكسائي. والميم زائدة على كل حال وعلى القول الأخير يكون وزن ملائكة معافلة لأنها مقلوبة على مآلكة على وزن مفاعلة وإنما فعلوا ذلك لأنهم لو قالوا في الجمع مآلكة لجاءت الهمزة سابقة على الألف فقلبوها وقالوا ملائكة على وزن معافلة فجاءت الألف سابقة على الهمزة وهو أخف كما قلبوا شأى إلى شاء ونأى إلى ناء هذا تحرير هذا البحث فقول أبي العلاء فكأنهم فروا إلخ واضح دال على الغرض خلافًا لما زعمه م في ذيل ص 6.
(¬5) لقم الطريق وسطه وكذا لمقه.
الصفحة 6
302