كتاب رسالة الملائكة ت الجندي (اسم الجزء: 1)
فهو عند أهل اللغة قلب والنحويون لا يرونه مقلوبًا بل يرون اللفظين كل واحد منهما أصل في بابه فوزن الملائكة على هذا معافلة لأنها مقلوبة عن مآلكة ومنه قالوا (¬1) الكني إلى فلان قال الشاعر: (¬2)
الكني إلى قومي السلام رسالة ... بآبة ما كانوا ضعافًا ولا عزلًا
وقال الأعشى (¬3) في المألكة:
أبلغ يزيد بني شيبان مألكة ... أبا ثُبيت أما تنفك تأتكل (¬4)
فكأنهم فروا (في الملائكة) (¬5) من ابتدائهم بالهمزة ثم يجيئون بعدها بالأف فرأوا أن مجيء الألف أولًا أخف كما فروا
¬__________
(¬1) في النسخ يقال الكني.
(¬2) هو عمرو بن شاس بن ثعلبة الأسدي شاعر أدرك الإسلام وأسلم وتوفي نحو سنة 30 وظاهر قولهم الكني إلى فلان برسالة أو إسلام أرسلني إليه ولكنه جاء على القلب إذ المعنى كن رسولي إليه بكذا وقد تحذف الباء فيقال الكني إلى فلان السلام كما في البيت فالسلام مفعول ثانٍ ورسالة بدل منه والآية العلامة والعزل جمع أعزل الذي لا سلاح معه وفي اللسان والذي وقع في شعر عمرو بن شاس
الكني إلى قومي السلام ورحمة الـ ... إله فما كانوا ضعافًا ولاعزلًا
(لكن رواه سيبويه ج 2 ص 101 كما رواه أبو العلاء.
(¬3) هو أبو بصير ميمون بن قيس بن بكر بن وائل أحد الشعراء الفحول وأصحاب المعلقات وكان يسمى صناجة العرب توفي نحو سنة 6 للهجرة.
(¬4) المألكة الرسالة وتاتكل من ائتكل الرجل إذا غضب وهاج وكاد يأكل بعضه بعضًا وقيل معناه تأكل لحومنا وتغتابنا.
(¬5) في م فروا من المألكة من ابتدائهم ثم بحثوا بعدها ... وفيها تحريف ظاهر وفي ر فروا في الماآلكة من ابتدائهم بالهمزة ثم يجيئوا بعدها.
الصفحة 7
302