كتاب رسالة الملائكة ت الجندي (اسم الجزء: 1)

ألا تدغم هذه الياء كما لم تدغم الواو في سوير وبويع ولكن لما بنيت في المصدر وهو جاٍر مجرى الأسماء كان القلب فيها أولى وقد ذكر السيرافي أن قومًا من النحويين لا يدغمون في مصدر احواَاوَيت لأجل العلة الماضية والقول الأول أكثر ولو قال قائل في إفعٍل من أَوبت ايوى فلم يدغم لكان قد ذهب مذهبًا إلا أن النحويين ذكروا أنك إذا بنيت مِن أوى مِثلَ إِوزٍة قلت إِياةٌ فدل ذلك على أَنهم يرون إدغام الياء التي كانت همزًة واوزةٌ عندهم إفعلةٌ واستدلوا على أن الهمزة زائدة بقولهم وَزّ (¬1) وإذا قيل إِن إِبا على مثال أصبع وأنها مأخوذة من همزة وياءين
¬__________
= آخرون أن عدم القلب في سوير وبويع لخوف الالتباس بنحو سير المبني للمجهول في مثل قوله تعالى وإذا الجبال سيرت وقد قال سيبويه ج 2 ص 373 وسألت الخليل عن سوير وبويع ما منعهم أن يقلبوا الواو ياء فقال لأن هذه الواو ليست بلازمة ولا أصل وإنما صارت للضمة حين قلت فوعل ألا ترى أنك تقول ساير وبايع فلا تكون فيهما الواو .. راجع كتاب سيبويه وشروح الشافية للرضى ج 3 ص 120، 238 وشيخ الإسلام 195 وشرح المفصل ج 10 ص 120.
(¬1) الإِوَز من طير الماء وقيل هو البط واحدته إِوزة ورجل إِوز قصير غليظ أو غليظ لحيم في غير طول. والأنثى إِوزة والوز البط واحدته وزة لغة في الأوز كما نص عليه الجوهري فالهمزة في أوز زائدة دون الحرف المضعف لقولهم وز بمعناه وأصل إِوزة إِوزَزَة على وزن إِفعلة نقلت حركة الزاي الأُولى إلى الواو ثم أُدغمت في الزاي الثانية فإذا بنيت من أوى مثل إِوزة قلت إِياة مدغمًا والأصل إِأوية قلبت الهمزة الثانية ياء لزومًا فصارت إِيوَيَة ثم قلبت الواو ياء وأُدغمت في الياء فصارت إبية تحركت الياءُ وانفتح ما قبلها فصارت إياه كذا في شرح الرضى للشافية ج 3 ص 299 والجاربردي 363 وشيخ الإسلام 260 وفيه أكثر من إعلالين فتأمل

الصفحة 79