كتاب إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (اسم الجزء: 5)

بيده، وكان فيها فريضة الجد، قَالَ: ادْعُوا لِي عَلِيًّا وَعُثْمَانَ وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ ابن عَوْفٍ وَسَعْدَ. قَالَ: فَدُعُوا، قَالَ: فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنَ الْقَوْمِ إِلَّا عَلِيًّا وَعُثْمَانَ، فَقَالَ: يا علي، هؤلأء القوم لَعَلَّهُمْ أَنْ يَعْرِفُوا لَكَ قَرَابَتَكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَا أَعْطَاكَ اللَّهُ مِنَ الْفِقْهِ وَالْعِلْمِ فَإِنْ وَلَّوْكَ هَذَا الَأَمْرَ فاتقِ اللَّهَ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا عُثْمَانُ، إِنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ لَعَلَّهُمْ أَنْ يَعْرِفُوا لَكَ صِهْرَكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَشَرَفَكَ فَإِنْ وَلَّوْكَ هَذَا الْأَمْرَ فَاتَّقِ اللَّهَ وَلَا تَحْمِلَنَّ بَنِي أَبِي مُعَيْطٍ عَلَى رِقَابِ النَّاسِ، يَا صُهَيْبُ، صَلِّ بِالنَّاسِ ثَلَاثًا وَأَدْخِلْ هَؤُلَاءِ فِي بَيْتٍ فَإِذَا اجْتَمَعُوا عَلَى رَجُلٍ فمن خالفهم فليضربوا رَأْسَهُ. قَالَ: فَلَمَّا خَرَجُوا، قَالَ: إِنْ وَلَّوُا الْأَجْلَحَ سَلَكَ بِهِمُ الطَّرِيقَ، قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: مَا يَمْنَعُكَ؟ قَالَ: أَكْرَهُ أَنْ أَحْمِلُهَا حَيًّا وَمَيِّتًا".
قُلْتُ: فِي الصَّحِيحِ طَرَفٌ مِنْهُ. وَلَهُ شَاهِدٌ وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ مَنَاقِبِ عُمَرَ.

5- بَابٌ خِلَافَةُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
4159 - قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، أبنا ليث ابن سَعْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ ابن شهاب حدثه، عن المسور بن نحرمة قال: "لما كانت الليلة التي في صبحتها يَفْرَغُ النَّفَرُ الَّذِينَ اسْتَخْلَفَهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مِنَ الْخِلَافَةِ، صَلَّيْتُ الْعِشَاءَ ثُمَّ انْصَرَفْتُ إِلَى سِتْرٍ لِي فَنِمْتُ عَلَيْهِ فَأَيْقَظَنِي مِنَ النَّوْمِ صوت خالي عبد الرحمن بن عوف: أيا مُسَوِّرٍ، قَالَ: فَخَرَجْتُ مُشْتَمِلًا بِثَوْبِي، فَقَالَ: أَنِمْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَدْ نِمْتُ. قَالَ: خُذْ عَلَيْكَ ثَوْبَكَ، ثُمَّ الْحَقْنِي إِلَى الْمَسْجِدِ. فَفَعَلْتُ، قَالَ: اذْهَبْ فَادْعُ لِيَ الزُّبَيْرَ وَسَعْدًا أَوْ أَحَدَهُمَا. قَالَ: فَانْطَلَقْتُ فَدَعَوْتُهُ فَلَمَّا انْتَهَيْتُ بِهِ إِلَيْهِ، قَالَ: اسْتَأْخِرْ عَنَّا قَدْرَ مَا لَا تَسْمَعُ كِلَامَنَا. قَالَ: فَفَعَلْتُ شَيْئًا يَسِيرًا، ثُمَّ قَالَ لِي: ادْعُ لِيَ الاَخر. فَلَمَّا انْتَهَيْتُ بِهِ إِلَيْهِ، قَالَ: اسْتَأْخِرْ عَنَّا قَدْرَ مَا لَا تسمع كلامنا. قالت: فَتَنَاجَيَا شَيْئًا يَسِيرًا، ثُمَّ نَادَى: يَا مُسَوِّرُ، اذْهَبْ فَادْعُ لِي عَلِيًّا فَذَلِكَ حِينَ ذَهَبَتْ فحمة الْعِشَاءِ، قَالَ: فَجِئْتُ بِعَلِيٍّ قَالَ: اسْتَأْخِرْ عَنَّا قدر ما لا تسمع كلامنيا. قَالَ: فَلَمْ يَزَالَا يَتَكَلَّمَانِ مِنَ الْعِشَاءِ حَتَّى كَانَ السَّحَرُ إِلَّا أَنِّي لَمْ أَسْمَعْ مِنْ نجيهما أَظُنُّنِي أَنَّهُمَا قَدِ اقْتَتَلَا، فَلَمَّا كَانَ السَّحَرُ نَادَانِي وَعَلِيٌّ عِنْدَهُ، فَقَالَ: اذْهَبْ فَادْعُ لِي عُثْمَانَ. فَقَالَ: فَفَعَلْتُ، فَتَنَاجَيَا وَأَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ بِالصُّبْحِ، قالت: فَتَفَرَّقُوا لِلْوُضُوءِ، وَقَدْ

الصفحة 16