كتاب إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (اسم الجزء: 7)

11- بَابٌ مَا يَكْفِي مِنَ الدُّنْيَا
فِيهِ حَدِيثُ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الْوَرَعِ.
7272 - وَعَنِ الْحَسَنِ قَالَ: " لَمَّا مَرِضَ سَلْمَانُ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَتَاهُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يَعُودُهُ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ أَمِيرُ الْكُوفَةِ، قَالَ: فَجَعَلَ سَلْمَانُ يَبْكِي، فَقَالَ سَعْدٌ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، أَجَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ؟ اذْكُرْ صُحْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَاذْكُرِ الْمَشَاهِدَ الصَّالِحَةَ، وَاذْكُرِ الْقِدَمَ فِي الْإِسْلَامِ، وَاذْكُرْ وَاذْكُرْ. فَقَالَ سَلْمَانُ: وَاللَّهِ مَا يُبْكِينِي وَاحِدَةً مِنْ ثِنْتَيْنِ، مَا أَبْكِي عَلَى شَيْءٍ تَرَكْتَهُ مِنَ الدُّنْيَا، وَلَا كَرَاهِيَةً مِنْ لِقَاءِ ربي. قال سعد: فما يبكيك إذ لَمْ يُبْكِيكَ وَاحِدَةٌ مِنْ ثِنْتَيْنِ، إِذْ لَمْ تَبْكِ جَزَعًا عَلَى شَيْءٍ تَرَكْتَهُ مِنَ الدُّنْيَا وَلَا كَرَاهِيَةً مِنْ لِقَاءِ رَبِّكَ؟ قَالَ: يُبْكِينِي ذِكْرُ عَهْدٍ عَهِدَهُ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَخَافُ أَنْ نَكُون ضَيَّعَنَا. قَالَ: وَمَا قَالَ؟ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَهِدَ إِلَيْنَا فَقَالَ: أَلَا لِيَكُنْ بَلَاغُ أَحَدِكُمْ مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ، وَأَمَّا أَنْتَ أَيُّهَا الرَّجُلُ فَاتَّقِ اللَّهِ عِنْدَ هَمِّكَ إِذَا هَمَمْتَ، وَعِنْدَ يَدِكَ إِذَا قَسَمْتَ، وَعِنْدَ لِسَانِكَ إِذَا حَكَمْتَ. ارْتَفِعْ عنىِ. فَارْتَفَعَ عَنْهُ، وَمَاتَ سَلْمَانُ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ، وابن مَاجَهْ مُخْتَصَرًا بِسَنَدٍ صَحِيحٍ، وَقَدْ وَرَدَ فِي صَحِيحِ ابْنِ حِبَّانَ: "أَنَّ مَالَ سَلْمَانَ جُمِعَ فَبَلَغَ خَمْسَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا، وَفِي الطَّبَرَانِيِّ: " أَنَّ مَتَاعَ سَلْمَانَ بِيعَ فَبَلَغَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا " وتقدم بتمامه في الجنائز.
7273 - وَعَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا يَكْفِينِي مِنَ الدُّنْيَا؟ قَالَ: مَا سَدَّ جَوْعَتَكَ وَوَارَى عَوْرَتَكَ، فِإِنْ كَانَ لَكَ بَيْتٌ يظلك، أو دابة تركبها فبخ ".
رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ وَالطَّبَرَانِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ مُنْقَطِعٍ.

الصفحة 437