كتاب ردة ولا ابا بكر لها - أبو الحسن الندوي
وتحرص على إحياء شعائره وتخليد عظمائه وأبطاله وملوكه وأمجاده كأنه عهدها الذهبي وكأنه نعمة حرمها الإسلام إياها، وفي ذلك من الجحود والنكران للجميل وقلة تقدير نعمة الإسلام وفضل محمد - عَلَيْهِ الصَلاَةُ وَالسَّلاَمُ - وتهوين خطب الكفر والوثنية وما اشتملت عليه الجاهلية من خرافات وضلالات وسفاهات ومضحكات ومبكيات ما لا يعقل عن مسلم واع وما يخاف معه الحرمان من نعمة الإسلام وسلب الإيمان والتعرض لسخط الله الشديد وقد قال: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ} (¬1).
التَّحَلُّلُ مِنَ الدِّينِ وَالأَخْلاَقِ:
أضف إلى ذلك ما يوجد في العالم الإسلامي اليوم من التهور في الحصول على المادة وإيثار الدنيا على الآخرة والإخلاد إلى الأرض واتباع الهوى وما تبع ذلك من التفسخ والاستهانة بمحارم الله وشيوع الخمر والفسوق في الطبقات الراقية حتى تكاد تكون هذه الطبقة نسخة واحدة وصورة واحدة في كل بلد إسلامي إلا من عصم ربك وقليل ما هم - والتحرر من قيود الإسلام وفرائضه تحررًا
¬__________
(¬1) [سورة هود، الآية: 113].
الصفحة 17
28