كتاب ردة ولا ابا بكر لها - أبو الحسن الندوي
تَجَارِبُ المَاضِي:
إننا بذلنا جهودنا ومواهبنا وما أوتينا من فرص ووسائل في حركات سياسية وتنظيمية وكان كل ذلك على أساس أن الشعب مؤمن وأن من يقوده يملك زمامه - وهي الطبقة المثقفة لا محالة مؤمن مقتنع بالإسلام وعقيدته وبمبادئه متحمس للإسلام وعلوه ونفاذ حدوده، وإذا الأمر بالضد، وإذا الشعب قد ضعف في إيمانه وانحط في أخلاقه من حيث لم نشعر ولم يشعر، وإذا الطبقة المثقفة ذابت في أكثر أفرادها العقيدة الإسلامية وتبخرت بتأثير فلسفات الغرب وسياسته ونفوذه، وكثير من أفرادها ثائر على العقيدة الإسلامية مؤمن بالفلسفات الغربية وما جاءت به من عقائد وأفكار تصادم الدين وينتصر لها، ويتحمس لها ويحرص على نشرها وتنفيذها ويريد أن ينظم الحياة على أساسها وفي ضوئها، ويصل بالشعب إليها، فمنهم مسرع متهور، ومنهم حكيم متدرج، ومنهم منفذ بالقوة يفرضها على الشعب فرضًا، ومنهم هادئ يزينها للشعب، والهدف واحد ولغاية واحدة.
أَقْسَامُ رِجَالِ الدِّينِ فِي مُعَامَلَةِ «المُثَقَّفِينَ»:
ورجال الدين - إن صح التعبير إذ ليس في الإسلام
الصفحة 23
28