كتاب ردة ولا ابا بكر لها - أبو الحسن الندوي

الفريق الذي يحاربها حربًا شعواء لا هوادة فيها، والفريق الذي يتزعم الدين ويريد أن ينزع منها الحكم وينافسها في الجاه والمنصب لا يزيدها الفريقان إلا بُغْضًا للدين وإشفاقًا منه، والإنسان مفطور على بعض من ينافسه في دنياه، إذا كان لا يؤمن إلا بالدنيا، وينتزع منه الحكم والسلطان إذا كان لا يعيش إلا على الحكم والسلطان، ويساهمه في مادته وشهواته إذا كان لا يعرف إلا المادة والشهوات.

الفَرِيقُ المَطْلُوبُ لِلْبَعْثِ الإِسْلاَمِيِّ الجَدِيدِ:
والأقطار الإسلامية اليوم بحاجة إلى فريق بتجرد عن المطامع ويخلص للدعوة ويبتعد عن كل ما يوهم بأن همه الدنيا والمادة والتغلب على الحكومة لنفسه أو عشيرته أو حزبه، يحل العُقَدَ النفسية والعقلية التي أحدثتها الثقافة الغربية أو أخطاء «رجال الدين» أو سوء التفاهم أو قلة الدراسة والابتعاد عن الإسلام وجوه، بالمقابلات والصداقات والمحادثات والمراسلات والرحلات وبالأدب الإسلامي الصالح المؤثر وبالروابط الشخصية، وبالنزاهة وعلو الأخلاق وقوة الشخصية والزهد في حطام الدنيا والعزوف عن الشهوات وتمثيل أخلاق الأنبياء وخلفائهم.

الصفحة 25