كتاب ردة ولا ابا بكر لها - أبو الحسن الندوي

المسلمين، هي ردة تلت غزو أوروبا للشرق الإسلامي، الغزو السياسي والثقافي، وهي أعظم ردة ظهرت في عالم الإسلام وفي تاريخ الإسلام، منذ عهد الرَّسُولِ - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى يوم الناس هذا.

ماذا تعني الردة في عُرْفِ الإسلام وفي مصطلح الشريعة الإسلامية؟ هي إبدال دين بدين، وعقيدة بعقيدة، وإنكار ما جاء به الرسول وتواتر عنه وثبت بالضرورة من دين الإسلام.

وماذا كان يفعل المرتد؟ ينكر الرسالة المحمدية - - عَلَى صَاحِبِهَا الصَلاَةُ وَالسَّلاَمُ - وينتقل إلى المسيحية أو اليهودية أو البرهمية، أو يلحد في الدين وينكر الرسالات والوحي والمعاد، هذا ما كان يعرفه العالم القديم أو المجتمع القديم من معاني الردة، وكان كل من يرتد عن دينه يدخل الكنيسة إذا تنصر أو يدخل الهيكل أو معبد الأصنام إذا اعتنق البرهمية مثلاً فيعرف ذلك الجميع، ويصبح شام بين الناس يشار إليه بالبنان، ويقطع منه المسلمون الأمل، ولا يكون ارتداده - في غالب الأحوال - سِرًّا مِنَ الأَسْرَارِ.

الصفحة 5